الكاتب
المكون : النصوص
الموضوع : ما الإبداع؟
المجزوءة : مفاهيم
القسم : أولى باك علوم 2
المقطع الديداكتيكي : الملاحظة + الفهم .
التمهيد:
يعرف الإبداع لغة على أنه عملية خلق و ابتكار، و يرتبط كمفهوم بالاختراع و إعادة التكوين من أشياء متفرقة أو مجموعة تشكل كلاً متناسقا أو منفصلا عن نظام معين. و كما اقترن مفهوم الإبداع بمجموعة من العمليات الذهنية و الوجدانية و الحسية، التي ساهمت بشكل أو بآخر في إنتاج عدة أشكال فنية و علمية كانت بمثابة حجر الأساس الحضارات الإنسانية . ويمكن تقسيم أشكال الإبداع إلى:
*إبداع لغوي، و يندرج تحت هذا الإطار مجموعة من الأشكال المتعلقة أساسا بالإبداع الأدبي الفني، مثل الشعر بكل أنواعه المختلفة، السرد و ما ارتبط به من رواية و قصة و مسرح. و تجدر الإشارة إلى أن هذه الأقسام أو الأشكال الإبداعية، يمكن من باب الإبداع و الخلق الجديد أن تتداخل كأن نتحدث عن المسرح الغنائي أو الشعر الدرامي، أو الشعر الغنائي، كما أشار إلى ذلك أرسطو.
*الإبداع العلمي: و يتعلق بالبحث في الحقول المعرفية العلمية المتعلقة بعلوم مثل: الفزياء، الكيمياء، البيولوجيا، الطب، الهندسة... و كل ما يتعلق بالعلوم الحقة التي تنطلق أساسا من الملاحظة و التجريب و الافتراض ثم وضع النظريات العلمية. و لعل ما وصلنا من نظريات مثل نظرية الجاذبية التي اكتشفها نيوتن و نظرية سرعة الضوء بخير دليل على ذلك.
يرتبط الإبداع إذا بالإلهام و الخيال و التصوير الفني مثل ما تصادف في الفن التشكيلي، و يكون مصدر الإبداع في هذا السياق وجدانيا حسيا أو فطري، كما يمكن أن يكون مصدره العالم الحسي المادي النابع من الموجودات الملموسة الموجودة في العالم الخارجي.
بناء على ما تقدم، تطرح مجموعة من الأسئلة الرامية إلى تفسير عملية الإبداع على أنها عملية مبهمة غير ملموسة. مثل : ما مصدر الإبداع ؟ و ما العوامل المكونة لعملية الإبداع ؟
|- ملاحظة النص :
* فرضية النص :
باعتماد العنوان <<ما الإبداع؟>> الدال على استفهام، يراد به طلب فهم معنى الإبداع. و الجملة الأولى من النص التي تشير إلى تعدد الأسئلة المتعلقة بتفسير عملية الإبداع الفني. يمكن أن نفترض تمحور النص حول قضية الإبداع و مصادره.
||- الفهم:
يطرح صاحب النص مجموعة من النظريات التي اهتمت بمفهوم الإبداع و فسرته حسب مقولاتها الفلسفية النظرية و من بين هذه النظريات نذكر:
_ نظرية الإلهام : و ترجع عملية الإبداع إلى وجود قوى خفية هي التي تدفع الإنسان إلى خلق أشكال فنية جديدة و طريفة، و تعجز هذه النظرية في نظر صاحب النص عن إعطاء تفسير كاف لمفهوم الإبداع .
_ النظرية العقلية: و تعتمد هذه النظرية العقل كمصدر للإبداع، و كل ما يرتبط به من عمليات ذهنية و فكرية، كالتجريد و الملاحظة و التحليل، و اعتبار الشيء المبدع نتاج عملية عملية إدراك عقلي بالأساس .
_ النظرية النفسية: و تعتمد هذه النظرية على تفسير العمل المبدع كنتاج للصور الكامنة في اللاشعور، باعتبار هذا الأخير خزانا لمجموعة من الصور التي يطمح الإنسان إلى تحقيقها.
_ النظرية الإجتماعية : يفسر علم الاجتماع عملية الإبداع باعتبارها صورة للعلاقات الإجتماعية أو محاكاة للأصوات التي تصدح بها المجتمعات.
* يرى صاحب النص أن الإبداع عملية تتجاذبها مجموعة من العوامل يتداخل فيها النفسي بالعقلي بالاجتماعي و بالخيال أيضا أو الإلهام، باعتبار الشخص المبدع شخص يتأثر بكل هذه العوامل و تعتبر فاعلة فيه بشكل قوي.